اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
8359 مشاهدة
وفي الختام

وفي ختام هذه الرسالة أقول: إن الدعاة إلى السفور ليس لهم ما يعتمدونه دليلا في هذه المسألة، ولكن أقصى ما يريدونه إرضاء الغرب وتقليده، أو اتباع الشهوات حينما يضطرون إلى السفر إلى البلاد الخارجية التي سفرت نساؤها وخلعن رداء الحياء وبرزن، وكأنهن رجال؛ بل إن الرجل يلبس لباسا قد يستر كعبيه، والمرأة تلبس لباسا قد يكون فوق الركبتين وإلى نصف العضدين أو يزيد، وقد أبرزت الوجه والصدر والنحر، فلم يروا إلا أن يوقعوا نساء المؤمنين بما وقع فيه أولئك من بلاء وانحطاط.
فهذا هو ما دعوا إليه. فليكن المسلم على بصيرة من دينه، وليتمسك بالسنة النبوية في غيرته. وليحذر النساء المؤمنات اللاتي يردن النجاة لأنفسهن من أن يأتين بالأسباب التي توقعهن في المآثم.
ولتحذر النساء الواقعات في تلك المآثم من عذاب الله تعالى، فقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها فهن لن يجدن ريح الجنة، وإنما استحققن ذلك؛ لأنهن كاسيات عاريات، أي عليهن لباس ولكنه ليس بلباس، فإن المرأة إذا كان عليها لباس، ولكنه لا يستر كل الجسد فيبرز صدرها ونحرها وعضدها ونحو ذلك، فلا يقال أنها ذات لباس، بل هي كاسية عارية بهذا الفعل.
أو أنهن كاسيات عاريات بحيث تكون كاسية جسدها، وعارية بجعل لباسها ضيقا يجسد عورتها؛ فهي كاسية عارية، أو أنها كاسية عليها لباس رقيق شفاف يبدو من ورائه جسدها فهي كاسية عارية....
ومعنى قوله: مائلات مميلات أي يَمِلْنَ في مشيتهن، أو يملن إلى الفاحشة، أو يُمَيِّلْنَ الناس إليهن.
أما قوله: رؤوسهن كأسنمة البخت فالبخت هي الإبل التي لها سنامات، أي تجمع شعرها من خلف رأسها وتعقده، ثم تجعل عليه خمارا حتى تكون كأنها ذات رأسين، فهذا قد ظهر في زماننا إلا ما شاء الله.
* فليتق المسلم ربه، وليكن ذا غيرة على محارمه، ولتتق المرأة ربها، ولتحافظ على عرضها من الدنس والوقوع في الآثام.
* نسأل الله أن يرزقنا الاستماع والانتفاع وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.