شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
13526 مشاهدة print word pdf
line-top
وفي الختام

وفي ختام هذه الرسالة أقول: إن الدعاة إلى السفور ليس لهم ما يعتمدونه دليلا في هذه المسألة، ولكن أقصى ما يريدونه إرضاء الغرب وتقليده، أو اتباع الشهوات حينما يضطرون إلى السفر إلى البلاد الخارجية التي سفرت نساؤها وخلعن رداء الحياء وبرزن، وكأنهن رجال؛ بل إن الرجل يلبس لباسا قد يستر كعبيه، والمرأة تلبس لباسا قد يكون فوق الركبتين وإلى نصف العضدين أو يزيد، وقد أبرزت الوجه والصدر والنحر، فلم يروا إلا أن يوقعوا نساء المؤمنين بما وقع فيه أولئك من بلاء وانحطاط.
فهذا هو ما دعوا إليه. فليكن المسلم على بصيرة من دينه، وليتمسك بالسنة النبوية في غيرته. وليحذر النساء المؤمنات اللاتي يردن النجاة لأنفسهن من أن يأتين بالأسباب التي توقعهن في المآثم.
ولتحذر النساء الواقعات في تلك المآثم من عذاب الله تعالى، فقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها فهن لن يجدن ريح الجنة، وإنما استحققن ذلك؛ لأنهن كاسيات عاريات، أي عليهن لباس ولكنه ليس بلباس، فإن المرأة إذا كان عليها لباس، ولكنه لا يستر كل الجسد فيبرز صدرها ونحرها وعضدها ونحو ذلك، فلا يقال أنها ذات لباس، بل هي كاسية عارية بهذا الفعل.
أو أنهن كاسيات عاريات بحيث تكون كاسية جسدها، وعارية بجعل لباسها ضيقا يجسد عورتها؛ فهي كاسية عارية، أو أنها كاسية عليها لباس رقيق شفاف يبدو من ورائه جسدها فهي كاسية عارية....
ومعنى قوله: مائلات مميلات أي يَمِلْنَ في مشيتهن، أو يملن إلى الفاحشة، أو يُمَيِّلْنَ الناس إليهن.
أما قوله: رؤوسهن كأسنمة البخت فالبخت هي الإبل التي لها سنامات، أي تجمع شعرها من خلف رأسها وتعقده، ثم تجعل عليه خمارا حتى تكون كأنها ذات رأسين، فهذا قد ظهر في زماننا إلا ما شاء الله.
* فليتق المسلم ربه، وليكن ذا غيرة على محارمه، ولتتق المرأة ربها، ولتحافظ على عرضها من الدنس والوقوع في الآثام.
* نسأل الله أن يرزقنا الاستماع والانتفاع وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

line-bottom